Tuesday, April 17, 2012

شعـور مستوطـن

شعــور بداخلهـا مستوطن, يحـاول الخـروج منها.. وفى كل محاولـة تختنــق روحهـا وتضيق.. حاولت التأقلـم معه ولكنها لم تستطـع, الآن ترغـب فى خروجـه ولكـن لا تعلـم كيـف..!!؟؟

..أمسكت بورقة وأسندتها على دفتر.. هـا هـو القلــم

لم تكن مدركة ماذا ستكتب ومن سيقرأ!! ولكنه واجـب الخـروج الآن

..بـدأت فـى كتابـة أول حـرف.. ثـم توقفـت

..حتـى الـورق أبــى ورفـض أن يسمعهـا

..نظـرت نظـرة عميقـة تبعتهـا تنهيدة أعمـق إلـى الورقـة

..مثـل الكثير من أوراق حياتهـا.. قامـت بطيهـا وخبئتهـا فى أحـد دفاترهـا

فهـى تملـك الكثيـر من الدفاتـر المليئـة بـالاوراق التـى لا يعلـم عنهـا أحـد شئيـاً


11.6.2011
11:49 PM

قلبهــا الضعيــف..

-1-
كانا يقضيان اليوم بأكمله معاً, لا يفرقهما سوى النوم.. على الرغم من كونه  فراق جسمانياً.. فأرواحهم كانت تتلاقى دوماً فى احلامهما...
كانا يتحدثان.. ويتحدثان.. ويتحدثان.. لم يملا يوماً من هذا الحديث حتى لو كان  مضمومنه مكرراً او مصدر ملل للغير..
كانت تعشقه وكان يعشقها اكثر مما تعشقه.. تعشق ابتسامته.. يعشق  طفولتها الممزوجة بالكثير من العقل.. كان يكبرها عمراً ولكنه كان يتعلم منها  الكثير من حكم الحياة.. كانت دائما مصدر الهامه.
كان يمسك بيداها الصغيرتان التى تكاد ترى بين ايديه الرجولية الحنونة.. كانا  يمثلان الشئ ونقيضه, العقل والطفولة.. القسوة والحنان.. الكبر والصغر. لديهم  الكثير من الأشياء المشتركة.. كانت عندما يتلاقا تشعر برعشة تسرى فى  جسدها ويكاد ان يغشى عليها من احساسها بالدوار لكونه فقط ماثل أمامها.. فقط  رؤيته كانت تفعل بها هذا..سريعاً ما تمسك بيده حتى تستجمع قواها وتنظر الى  عينيه وتغوص فى بحورهما.. فكانوا دائما مصدر قوة والهام لها.. كانت البسمة  لا تفارق شفاهما عندما يتحدثان حتى لو كان الحديث بينهم محتدم ويحتوى  على خلاف واضح.. كانت تلك البسمة لا تفارقهما حتى لو كانا متواجدان فى  مكان واحد.. ولكــن.. وآآه دوماً من كلمة لكــن..
-2-
تمكنت المشاكل والقلق من الدخول الى تلك العلاقة السحرية المليئة بالاسرار  التى لا يعلمها غيرهما.. واتفقا بمنتهى الألم على الفراق.. هو من أراد ذلك  ودائما كان يوقع اللوم عليها لأنها السبب فى تقليل درجة حبه لها يوم تلو الآخر.. كانت تتصرف تصرفات لا يعلم مصدرها..
كان يكره عندما لا يسمع دقات قلبها مثلما كانت تسمع دقات قلبه عند  تواجدهما بالقرب من بعضهما.. كان يتهمها بعدم حبها له.. ولكنه لم يسل يوماً  لماذا لم يعد يسمع تلك الدقات؟!
كان الالم يعتصر " قلبهــا الضعيــف " كلما نظر اليها بعين الإتهام.. كيف لا يشعر  بحبها له؟ وكيف يقيمه على تلك الدقات التافهة التى حقاً كانت تسمعها من  داخلها وتتعجب كل العجب بعدم سماعه لها.. وافترقــا..
-3-
مرت بهما أوقات عصبية.. ربما كانت أقل عليه بكثير, لأنه كان يرى دوما انها لا  تستحقه.. ولكنها كانت من أصعب أيام حياتها.. عاشت كثيراً فى فترات اكتئاب لم  يستطع أحد ابداً مساعدتها فى الخروج من تلك الدائرة المغلقة.. دائرة الحزن  والألم والبكاء.. كانت كثيراً ما تنهار بسبب إهمالها الشديد لصحتها.. ولكثرة العمل  التى كانت تحاول ان توهم نفسها بإنه شئ حقاً يشغلها عن التفكير فيه.. فكانت  نادراً ما تختفى صورته من خيالها.. كانت ترى وجهه فى أى شخص يشبهه  حتى لو بالإسم.. كانت تبحث عنه فى أى مكان من الممكن تواجده فيه..  وعندما ترحل الى سباتها تتذكر انها لم تراه اليوم فتجهش باكية حتى النوم.. لا  احد يشعر بكل هذا الالم الذى كان يستوطن داخل قلبها الصغير الضعيف..  يتمكن منه ليعتصره كل ليلة.. كل ساعة.. بل ربما كل لحظة تقضيها بعيداً عنه..
تترقب تصرفاته وأفعاله من بعيد. كانت تخشى التقرب منه لتجرحه او لتجرح  نفسها.. فكان كثيرا ما يبالغ فى قسوته فى معاملته لها قبيل فراقهمها.. ربما  كان يمهد لتلك اللحظة.. لا تدرى.. ولكنه رحــل فى جميع الاحوال.
-4-
فى يوم مثل جميع الأيام التى مرت بها خلال الفترة الماضية.. لا تتذكر بالضبط  كونها أيام.. اسابيع.. ربما سنة او عدة سنوات, فكانت حقيقة فقدت الإحساس  بالوقت خلال تلك المدة.. كانت تعمل بجد فى محاولة من محاولات كثيرة فى  نسيانه, وفجأة سقطت مغشياً عليها وهى تتحدث الى إحدى صديقاتها.. تم نقلها  فوراً الى المستشفى, ربما حدث لها بعض من الخدوش والجروح السطحية اثر  اصطدامها بالأرض ولكن هذا لا يهم.. فعندما بحث الطبيب فى سجلها  المرضى طلب منها بعض من الفحوصات التى أكدت وجود عيب خلقى فى  قلبها.. الذى حقاً كان ضعيف وصغير, لم تندهش من كلامه فكانت تعلم بوجود  هذا العيب من قبل, ولكنها كانت قد عاهدت نفسها أمام الله ألا تخبر والديها أو  أحد من اشقائها او اصدقائها او المقربين منها.. او حبيبها نفسه, حتى لا تكون  مصدر قلق وخوف لأى منهم.
ربما كان هذا هو مصدر تصرفاتها الغريبة معه.. ربما هى التى كانت تمهد له  فراقهما.. فهى تعلم ان أيامها فى الأرض معدودة وترى ان حين يقسو عليها  ويكرهها مع الوقت أفضل بكثير من ان تموت بين يديه وتكون آخر لحظة  تجمعهما يكون ثالثهما ملك الموت.
هو علم بمرضها من أحد الأصدقاء وأخيرا ذهب لرؤيتها...
-5-
مرت دقائق وهو واقف صامتاً يشاهدها .. مصفرة الوجه.. ازرق هو ما حول عينها..  كانت تربط شعرها الذى كان تتباهى به أمام الجميع, كان ما يظهر من جسدها  معدات طبية تساعدها على التنفس واستقرار ضغط دمها.. معدات كثيرة لم ير  مثلها سوى فى الكثير من المسلسلات التلفزيونية والأفلام, على  قدر من عدم  فهمه لكل جهاز من تلك الاجهزة وما عمله بالضبط.. كان مستوعب بأن حالتها  حقاً خطرة لا تحتمل الكثير.. كان مصدوماً فلم يرها من قبل فى مثل هذه  الحالة ابداً.. كانت عيناها البنتين الضيقتين تختفى خلف رموشها الكثيفة.. كان  شعرها البنى الكثيف القصير يتطاير مع كل نسمة  مثل الوردة المتفتحة فى  حقل زهور فى فصل الربيع.. كيف تحول حالها الى الخريف فجأة؟
خرج من صمته بعد عدة دقائق واقترب منها.. قالت له بألم شديد كانت تحاول ان  تخفيه: لماذا أتيت بعد كل تلك السنوات؟!
- مرتعشاً قال : كيف أعرف انك فى تلك الحالة ولا آتى لزيارتك؟
- تعلقنى بحبك مرة أخرى وتختفى من حياتى.. انت الآن تنظر إلى بعين الشفقة  ليس أكثر, فأنا من حطمتك بتصرفاتها قبل الفراق.. انا من تحملت الامل وانا  أقصد ان أجرح مشاعرك..وأنت لا تعلم بمرضى.. فكنت أتألم من ثلاث امور.. اولها  جرحك و فراقك وأخيرا مرضى.. وأجهشت فى البكاء وبدأت فى الانهيار مرة  اخرى.. أمسك بيداها التى لا تزال صغيرة بالنسبة ليده.. وهدئ من روعها  واستطاع ذللك بسهولة فإنه كان دوماً الشخص الوحيد الذى يطمئنها بنظرة  واحدة.. فقط نظرة واحدة تكفى لتكف عن أى ألم يلحق بها.
قال لها : لقد أتت لى فكرة الآن وارجو ان توافقينى.
- ما هى؟
- تتزوجينى؟؟!!
-نعم؟! وانا بتلك الحالة؟ قالتها بسعادة كانت حقاً تغمرها من أعماقها حتى آخر  طبقة جلدها السطحية.
- نعم الآن.. فلا أريد أن أخسر لحظة من غمرى بدون وجودك فيها.
- بعد كل تلك السنوات؟
-نعم.. لا مزيد من تلك السنوات, فنحن لا نحتاج الى المزيد منها فكانت كلها ألم  وبؤس وشقاء على كلانا.. سانزل لأشترى خاتم الزواج الآن ويمكننا ان نجهز  لحفلة كبيرة لإعلان خطوبتنا بعد خروجك بالسلامة.
- لا استطيع الانتظار فاذهب حالاً.
 ذهب ليأتى بخاتم الزواج ولم يحفر اسمائهم على اى من خاتمها او دبلته.. فهو  يؤمن بان الحب لا يتأثر بتلك التفاهات.. فكلها رموز والحب شئ معنوى لا  نستطيع ان نقيسه بأى شئ مادى.
-6-
مبتسماً دخل غرفتها حاملاُ علبة خاتم الزواج واقترب منها وأمسك يداها وقال  لها:- لقد رتبت كل شئ مع عائلتك وعائلتى, وكل شئ على ما يرام.. اطمئنى  سنكون معاً للأبد لا يفرقنا إلا الموت..
نظرت لإاليه وقالت نعم.. سوف يفرقنا الموت وضغطت على يده بكامل قوتها  وقالت لا تنسانى أبداً.. أحبــك, ثم أغلقت عينيها للأبد.
ظل ممسكاً بخاتم الزواج ينظر إليه بحزن وهو لا يستطيع سوى تذكر لومه لها  عندما كان لا يسمع دقات قلبها.. فكان ضعفياً وصغيراً لدرجة عدم سماع أحد  غيرها لدقاته.. 

Esraa Gad
10.4.2011

إحســاس شجــرة

فى يوم من أيام الدراسة المعتاد وبعد إنتهاء آخر محاضرات النصف الدراسى الاول, توجهت انا وصديقتى الى مطعم الجامعة, كنا فى انتظار تجهيز طلبنا
كنت مرهقة للغاية حينها, لاحظت تلك الشجرة الموجودة بجانب المطعم ورأيت ما بها من دبابيس تشبه  تلك التى نستخدمها لتدبيس أورقانا ولكنها أكبر بكثير.. تستخدم لغرزها آلة تشبه الدباسة ولكن بدورها أكبر..
تلك الدبابيس ماهى الا لآثار إعلانات بعض الأسر عن رحلاتها المختلفة فى انحاء الجمهورية محاولة منها لإرضاء جميع الأذواق

تأملتها قليلا ثم تحسستها
شعرت بشعور عجيب لم أشعره من قبل شعرت بأنى ارتبطت بها ارتباط روحانى وثيق
شعرت بانى أول من تحسسها طوال تلك السنين الطويلة التى مرت عليها شعرت بانها كانت تتدخر تلك الطاقة لكى تصلها لأول من يشعر بها وكان هذا من نصيبى.. شعرت بنشوة لم أشعر بها من قبل

رأيت فى أعين صديقتى تساؤل غريب عن صمتى وتلك التحسسات الغريبة, بعد صمت استغرق حوالى دقيقتين نظرت الى واعينها تزداد دهشة مما تراه,
سألتها.. تعلمى ماهى مواصفات الكائن الحى, صحيح؟
نظرت الى بإبتسامتها المعهودة ثم قالت: لا
زادت دهشتى وقلت لها لقد درسناها فى منهج العلوم فى المرحلة الإبتدائية..
أكملت حديثى وقلت لها تلك المواصفات بسرعة وكأنى تلميذة تسمع ما حفظته
الإحساس, التكاثر, الإخراج, التغذية, النمو و الاستجابة
أولها كان الإحساس يا صديقتى وآخرها كانت الاستجابة, وهذا يعنى ان تلك الشجرة تشعر وتحس وتستجيب لتحسساتنا مثل البشر
 تستجيب أيضاً للضوء والبيئة المحاطة بها..
هيا قومى بتجربة ذلك الإحساس, صدقينى إحساس لا يوصف
مدت يديها وتحسست تلك الشجرة العتيقة الضخمة ورأيت فى أعينها نظرة عميقة, فقد وصلت لتلك النشوة التى وصلت لها من خلال ملامستى لنفس هذا الكائن..
وكأن الشجرة تشعر بمن يحبها ومن يكرهها.. شعرت بإنها بادلتنى بنفس الشعور تلك الشجرة الضخمة التى اذا تحركت لهرب جميع من فى الجامعة من منظرها الضخم المخيف.. على الرغم من ذلك شعرت بطاقة حنين تسرى فى عروقى من خلال تلك اللمسة وكأنها تريد ان تثبت انها كائن حى.. كائن حى يشعر ويحس ولكنا تحتاج الى من يقدر هذا الإحساس

عند تأملى فى الكائنات الحية التى تنقسم الى ثلاثة أقسام.. النباتات, الحيوانات  والانسان
شعرت بأن الخالق له حكمة كبيرة فى هذا
ف النباتات كائن حى ولكنها لا تتحرك ولا تتكلم..
الحيوانات أكثر تقدما منها لأنها تتحرك وتصدر بعض الأصوات
الإنسان خلق الله له عقل و خمس حواس ليست موجودة مجمتعة فى الكثير من الحيوانات
ولكن على الرغم من وجود ذلك الإحساس مع ذاك العقل فأنه لا يستخدمه الإستخدام الأمثل ويمزق الأشجار ويعامل الحيوانات معاملات تملؤها القسوة ويفقدها الشعور بالرحمة
تلك الكائنات الحية التى لولاها ما كانت أكتملت دائرة الحياة واذا رأينا بداية تلك الدائرة ف انها تكمن فى إحساس واحد فقط, هــو

إحســاس شجــرة :)

فحاول تجربة ذلك الإحساس وحاول ان ترتبط بالطبيعة هذا الارتباط, سوف تفرق الكثير فى نظرتك للحياة
  :)
فإذا شعرت بإحساس الشجرة ف انك قد وصلت لقمة الإحساس
اما اذا لم تشعر بها, فأعد نظرتك للحياة  وحاول جاهدا للوصول لتلك النشوة
إنها حقا تستحق
 :)


إســراء جــاد
1/1/2011

يمامه ع سور بيتنا..

اتذكر عندما رأيت تلك اليمامه تبنى عشها ..
من الريش والقش..تذكر زوجها بموعد وضع البيت..
أتذكر صوتها العذب الذى كان يملأ علىّ حجرتى ومنزلى بالحب والسعاده..
يطير الزوج فى الصباح, يأتى لها بالريش والقش لكى ترتبه فى مكانه..
معاً بنوا اجمل عش يمكنك أن تراه..
فى كل ريشة يأتى بها ترى مدى حبه لها..
جاء اليوم واكتمل العش..
بعدها بعدة أيام رأيت بيض قد وضعته تلك اليمامه..
بدأت اراقبها يومياً..
يوم بعد يوم اراها هى وزوجها يتبادلون الادوار فى تدفئة البيض
ها هى ترعى البيض لكى تحميه وتدفيه لكى يكتمل نمو الصغار..
وجاء اليوم المنتظر ..
رأيت بيض مكسور تحت العش.. 
فهمت بخبرتى فى تربيه الطيور انه معاد خروج الصغيرين
بدأت اراقبهما يوما بعد يوم
يكبروا امامى ..
ولكن فجأه نظرت الى العش فى يوم من الأيام رأيت فرخ واحد..
اين ذهب الاخر..
لا أعلم..
جن عقلى
بحثت فى كل مكان عنه ولكنى لم أجده..
فكرت فى ان احد الجرذان اخذه, ولكن لم تكن هناك أثار لأى دماء..
غابت عن عقلى فكرة البحث عنه..
انتظرت الفرخ الصغير يكبر امامى..
الأم والأب بدأوا فى البحث عن الغذاء معا لكى يتمكنوا من تربيته, مع الوقت احتاج الى مقدار حبوب اكثر ..
وفى يوم من الايام انظر اليه رأيته بدأ يتحرك ويحوم حول السور..
وفى غضون ايام بسيطه ..
طار الفرخ ولم يعد ابداً!
وعادت اليمامه الام وهى ترقد ع بيض اخر!
فكرت كثيرا فى امر هذا الفرخ ف علمت ان هذا حال معظم الفراخ..
الام والاب يسهران ويتعبان لتربيته وحمايته..
وعند قدرته على الطيران يذهب ولا يعود اليهم مرة ثانية..
اتذكر قبل هذه اليمامه الام ان تأتى بعشها وبيضها ان عمتى رحمها الله كانت تتحدث معى كثيرا عن يمام كثير قد عشش فى نفس المكان على نفس السور..
وكل يمامة تأتى تكبر العش وتنظفه لكى تبنى عش جديد لها ولبيضها..
ورحلت كل هذه الاعداد الهائله الى رقدت عالسور ..
كما رحلت عمتى..
هذا هو حال الدنيا..
سور ..يأتى عليه الاباء لكى يربوا اولادهم..
يرحل الابناء عن الاباء..
ويرحل الاباء عن الدنيا..


اســــراء جــــاد
6/9/2008
 

حياه أم غابه؟...لا أحد يعلم

طريق طويل نمشى فيه..
لا نعلم أخره..
هل اخره حزن أم فرح؟
طريق طويل..
مظلم..
يشبه الغابة ..
عند شروق الربيع يكون مبهج ومفرح.. كله تفاؤل
مثله مثل ايام الطفولة..
ضوء نستمد منه الطاقه للعب وسط الأشجار, بين الأزهار..
يأتى الصيف ويشتد هذا الضوء ويصل الى قمته من الأحلام والطموح...
ولكننا لا نعلم ان الخريف سيأتى..
يأتى الخريف وتبدأ السماء بالغيوم..
ونستمر فى السير فى هذه الغابه..
بعضنا لا يملك المقدرة على الاستمرار..
ويتركنا ف وسطه..
نسير ونسير..
نفتقده ولكننا نعلم اننا سنراه قريب..
ولكن متى؟
لا نعلم...
نتألم ونتوجع بدونه..
ولا أحد يعلم ما بنا..
حقاً ,لا احد يعلم ما بداخلنا..
الغابه طريقها مظلم..
ملىء بالوحوش..
كل منهم يسير معنا..
لا يهمه سوى ان ينتهز فرصه وحده شخص مننا..
لكى يكون فريسته..
ونسير..
نفتقد هؤلاء الاشخاص الذين سبقونا الى النور..
حيث لا نهاية..
كل مننا وعمله..
منا سيظل ف الجنه..وسيرى بالتأكيد الاشخاص الذين فقدهم..!
ومنا سيظل فالنار, هؤلاء هم الوحوش
ونسير...
ويأتى الشتاء..
مظلم..
بارد..
نشعر ب البرد..
 انه العمر تقدم بنا
نعيش فى هذه الغابة مع هؤلاء الوحوش..
ولكننا قادرين الآن على تكيف العيش فيها ومعهم..
أرى ضوء يأتى من بعيد..
أشعر أنه الدفء الذى طالما عشت أحلم به..
أشم فيه رائحه أنفاس الذين أفتقدهم..
حقا,أشتاق الى التحدث والعيش معهم مرة أخرى..
ولكن متى سيقترب هذا الضوء..
حاولت مراراً وتكراراً الجرى حتى ألحق به..
ولكنه يبتعد عنى كلما أقتربت منه..
لماذا؟!
لا أعلم..
ها..
أنه أقترب منى بكثير
أشعر بخوف..
نعم..خوفى من نهايتى
هل ستكون مع الذين افتقدهم ف الجنه, ام مع هؤلاء الوحوش ف النار؟
لا أحد يعلم..
أنه يقترب..
الخوف فى أعماقى يزيد..
يقترب والخوف يزيد..
يزيد..
نعم,أنى أرى هؤلاء الناس الذين أفتقدهم. .
ولكن بينى وبينهم حاجز..
اشعر بهم..
واشعر انهم يشعرون بى أيضاً..
ولكن لماذا لا يأتون ألى ويأخذوننى من هذه الغابة لكى أرتاح فى أحضانهم؟؟؟؟!!!

أراهم يتحدثون وهم يضحكون..
فارحون ,ولكنى اشعر بهم من داخلهم..
حازنون باكون عليا..
وما حدث لى من تقدم العمر..
لكل منا نهاية..وكل شخص منّا بعمله..
ف اى عمل عملى؟
و اى نهاية نهايتى؟
لا أحد يعلم
 حتى انا لا أعلم..
 
  كل منا يتمنى ان تكون نهايته مع هؤلاء الأشخاص...
تمنى..
فهل يصبح حقيقه؟

ونظل سائرون فى هذا الشتاء المظلم البارد لكى يأتى ملك الموت ويأخذنا الى حيث لا نعلم...
 
 إســــــراء جـــــاد
19/5/2008

Tuesday, April 17, 2012

شعـور مستوطـن

شعــور بداخلهـا مستوطن, يحـاول الخـروج منها.. وفى كل محاولـة تختنــق روحهـا وتضيق.. حاولت التأقلـم معه ولكنها لم تستطـع, الآن ترغـب فى خروجـه ولكـن لا تعلـم كيـف..!!؟؟

..أمسكت بورقة وأسندتها على دفتر.. هـا هـو القلــم

لم تكن مدركة ماذا ستكتب ومن سيقرأ!! ولكنه واجـب الخـروج الآن

..بـدأت فـى كتابـة أول حـرف.. ثـم توقفـت

..حتـى الـورق أبــى ورفـض أن يسمعهـا

..نظـرت نظـرة عميقـة تبعتهـا تنهيدة أعمـق إلـى الورقـة

..مثـل الكثير من أوراق حياتهـا.. قامـت بطيهـا وخبئتهـا فى أحـد دفاترهـا

فهـى تملـك الكثيـر من الدفاتـر المليئـة بـالاوراق التـى لا يعلـم عنهـا أحـد شئيـاً


11.6.2011
11:49 PM

قلبهــا الضعيــف..

-1-
كانا يقضيان اليوم بأكمله معاً, لا يفرقهما سوى النوم.. على الرغم من كونه  فراق جسمانياً.. فأرواحهم كانت تتلاقى دوماً فى احلامهما...
كانا يتحدثان.. ويتحدثان.. ويتحدثان.. لم يملا يوماً من هذا الحديث حتى لو كان  مضمومنه مكرراً او مصدر ملل للغير..
كانت تعشقه وكان يعشقها اكثر مما تعشقه.. تعشق ابتسامته.. يعشق  طفولتها الممزوجة بالكثير من العقل.. كان يكبرها عمراً ولكنه كان يتعلم منها  الكثير من حكم الحياة.. كانت دائما مصدر الهامه.
كان يمسك بيداها الصغيرتان التى تكاد ترى بين ايديه الرجولية الحنونة.. كانا  يمثلان الشئ ونقيضه, العقل والطفولة.. القسوة والحنان.. الكبر والصغر. لديهم  الكثير من الأشياء المشتركة.. كانت عندما يتلاقا تشعر برعشة تسرى فى  جسدها ويكاد ان يغشى عليها من احساسها بالدوار لكونه فقط ماثل أمامها.. فقط  رؤيته كانت تفعل بها هذا..سريعاً ما تمسك بيده حتى تستجمع قواها وتنظر الى  عينيه وتغوص فى بحورهما.. فكانوا دائما مصدر قوة والهام لها.. كانت البسمة  لا تفارق شفاهما عندما يتحدثان حتى لو كان الحديث بينهم محتدم ويحتوى  على خلاف واضح.. كانت تلك البسمة لا تفارقهما حتى لو كانا متواجدان فى  مكان واحد.. ولكــن.. وآآه دوماً من كلمة لكــن..
-2-
تمكنت المشاكل والقلق من الدخول الى تلك العلاقة السحرية المليئة بالاسرار  التى لا يعلمها غيرهما.. واتفقا بمنتهى الألم على الفراق.. هو من أراد ذلك  ودائما كان يوقع اللوم عليها لأنها السبب فى تقليل درجة حبه لها يوم تلو الآخر.. كانت تتصرف تصرفات لا يعلم مصدرها..
كان يكره عندما لا يسمع دقات قلبها مثلما كانت تسمع دقات قلبه عند  تواجدهما بالقرب من بعضهما.. كان يتهمها بعدم حبها له.. ولكنه لم يسل يوماً  لماذا لم يعد يسمع تلك الدقات؟!
كان الالم يعتصر " قلبهــا الضعيــف " كلما نظر اليها بعين الإتهام.. كيف لا يشعر  بحبها له؟ وكيف يقيمه على تلك الدقات التافهة التى حقاً كانت تسمعها من  داخلها وتتعجب كل العجب بعدم سماعه لها.. وافترقــا..
-3-
مرت بهما أوقات عصبية.. ربما كانت أقل عليه بكثير, لأنه كان يرى دوما انها لا  تستحقه.. ولكنها كانت من أصعب أيام حياتها.. عاشت كثيراً فى فترات اكتئاب لم  يستطع أحد ابداً مساعدتها فى الخروج من تلك الدائرة المغلقة.. دائرة الحزن  والألم والبكاء.. كانت كثيراً ما تنهار بسبب إهمالها الشديد لصحتها.. ولكثرة العمل  التى كانت تحاول ان توهم نفسها بإنه شئ حقاً يشغلها عن التفكير فيه.. فكانت  نادراً ما تختفى صورته من خيالها.. كانت ترى وجهه فى أى شخص يشبهه  حتى لو بالإسم.. كانت تبحث عنه فى أى مكان من الممكن تواجده فيه..  وعندما ترحل الى سباتها تتذكر انها لم تراه اليوم فتجهش باكية حتى النوم.. لا  احد يشعر بكل هذا الالم الذى كان يستوطن داخل قلبها الصغير الضعيف..  يتمكن منه ليعتصره كل ليلة.. كل ساعة.. بل ربما كل لحظة تقضيها بعيداً عنه..
تترقب تصرفاته وأفعاله من بعيد. كانت تخشى التقرب منه لتجرحه او لتجرح  نفسها.. فكان كثيرا ما يبالغ فى قسوته فى معاملته لها قبيل فراقهمها.. ربما  كان يمهد لتلك اللحظة.. لا تدرى.. ولكنه رحــل فى جميع الاحوال.
-4-
فى يوم مثل جميع الأيام التى مرت بها خلال الفترة الماضية.. لا تتذكر بالضبط  كونها أيام.. اسابيع.. ربما سنة او عدة سنوات, فكانت حقيقة فقدت الإحساس  بالوقت خلال تلك المدة.. كانت تعمل بجد فى محاولة من محاولات كثيرة فى  نسيانه, وفجأة سقطت مغشياً عليها وهى تتحدث الى إحدى صديقاتها.. تم نقلها  فوراً الى المستشفى, ربما حدث لها بعض من الخدوش والجروح السطحية اثر  اصطدامها بالأرض ولكن هذا لا يهم.. فعندما بحث الطبيب فى سجلها  المرضى طلب منها بعض من الفحوصات التى أكدت وجود عيب خلقى فى  قلبها.. الذى حقاً كان ضعيف وصغير, لم تندهش من كلامه فكانت تعلم بوجود  هذا العيب من قبل, ولكنها كانت قد عاهدت نفسها أمام الله ألا تخبر والديها أو  أحد من اشقائها او اصدقائها او المقربين منها.. او حبيبها نفسه, حتى لا تكون  مصدر قلق وخوف لأى منهم.
ربما كان هذا هو مصدر تصرفاتها الغريبة معه.. ربما هى التى كانت تمهد له  فراقهما.. فهى تعلم ان أيامها فى الأرض معدودة وترى ان حين يقسو عليها  ويكرهها مع الوقت أفضل بكثير من ان تموت بين يديه وتكون آخر لحظة  تجمعهما يكون ثالثهما ملك الموت.
هو علم بمرضها من أحد الأصدقاء وأخيرا ذهب لرؤيتها...
-5-
مرت دقائق وهو واقف صامتاً يشاهدها .. مصفرة الوجه.. ازرق هو ما حول عينها..  كانت تربط شعرها الذى كان تتباهى به أمام الجميع, كان ما يظهر من جسدها  معدات طبية تساعدها على التنفس واستقرار ضغط دمها.. معدات كثيرة لم ير  مثلها سوى فى الكثير من المسلسلات التلفزيونية والأفلام, على  قدر من عدم  فهمه لكل جهاز من تلك الاجهزة وما عمله بالضبط.. كان مستوعب بأن حالتها  حقاً خطرة لا تحتمل الكثير.. كان مصدوماً فلم يرها من قبل فى مثل هذه  الحالة ابداً.. كانت عيناها البنتين الضيقتين تختفى خلف رموشها الكثيفة.. كان  شعرها البنى الكثيف القصير يتطاير مع كل نسمة  مثل الوردة المتفتحة فى  حقل زهور فى فصل الربيع.. كيف تحول حالها الى الخريف فجأة؟
خرج من صمته بعد عدة دقائق واقترب منها.. قالت له بألم شديد كانت تحاول ان  تخفيه: لماذا أتيت بعد كل تلك السنوات؟!
- مرتعشاً قال : كيف أعرف انك فى تلك الحالة ولا آتى لزيارتك؟
- تعلقنى بحبك مرة أخرى وتختفى من حياتى.. انت الآن تنظر إلى بعين الشفقة  ليس أكثر, فأنا من حطمتك بتصرفاتها قبل الفراق.. انا من تحملت الامل وانا  أقصد ان أجرح مشاعرك..وأنت لا تعلم بمرضى.. فكنت أتألم من ثلاث امور.. اولها  جرحك و فراقك وأخيرا مرضى.. وأجهشت فى البكاء وبدأت فى الانهيار مرة  اخرى.. أمسك بيداها التى لا تزال صغيرة بالنسبة ليده.. وهدئ من روعها  واستطاع ذللك بسهولة فإنه كان دوماً الشخص الوحيد الذى يطمئنها بنظرة  واحدة.. فقط نظرة واحدة تكفى لتكف عن أى ألم يلحق بها.
قال لها : لقد أتت لى فكرة الآن وارجو ان توافقينى.
- ما هى؟
- تتزوجينى؟؟!!
-نعم؟! وانا بتلك الحالة؟ قالتها بسعادة كانت حقاً تغمرها من أعماقها حتى آخر  طبقة جلدها السطحية.
- نعم الآن.. فلا أريد أن أخسر لحظة من غمرى بدون وجودك فيها.
- بعد كل تلك السنوات؟
-نعم.. لا مزيد من تلك السنوات, فنحن لا نحتاج الى المزيد منها فكانت كلها ألم  وبؤس وشقاء على كلانا.. سانزل لأشترى خاتم الزواج الآن ويمكننا ان نجهز  لحفلة كبيرة لإعلان خطوبتنا بعد خروجك بالسلامة.
- لا استطيع الانتظار فاذهب حالاً.
 ذهب ليأتى بخاتم الزواج ولم يحفر اسمائهم على اى من خاتمها او دبلته.. فهو  يؤمن بان الحب لا يتأثر بتلك التفاهات.. فكلها رموز والحب شئ معنوى لا  نستطيع ان نقيسه بأى شئ مادى.
-6-
مبتسماً دخل غرفتها حاملاُ علبة خاتم الزواج واقترب منها وأمسك يداها وقال  لها:- لقد رتبت كل شئ مع عائلتك وعائلتى, وكل شئ على ما يرام.. اطمئنى  سنكون معاً للأبد لا يفرقنا إلا الموت..
نظرت لإاليه وقالت نعم.. سوف يفرقنا الموت وضغطت على يده بكامل قوتها  وقالت لا تنسانى أبداً.. أحبــك, ثم أغلقت عينيها للأبد.
ظل ممسكاً بخاتم الزواج ينظر إليه بحزن وهو لا يستطيع سوى تذكر لومه لها  عندما كان لا يسمع دقات قلبها.. فكان ضعفياً وصغيراً لدرجة عدم سماع أحد  غيرها لدقاته.. 

Esraa Gad
10.4.2011

إحســاس شجــرة

فى يوم من أيام الدراسة المعتاد وبعد إنتهاء آخر محاضرات النصف الدراسى الاول, توجهت انا وصديقتى الى مطعم الجامعة, كنا فى انتظار تجهيز طلبنا
كنت مرهقة للغاية حينها, لاحظت تلك الشجرة الموجودة بجانب المطعم ورأيت ما بها من دبابيس تشبه  تلك التى نستخدمها لتدبيس أورقانا ولكنها أكبر بكثير.. تستخدم لغرزها آلة تشبه الدباسة ولكن بدورها أكبر..
تلك الدبابيس ماهى الا لآثار إعلانات بعض الأسر عن رحلاتها المختلفة فى انحاء الجمهورية محاولة منها لإرضاء جميع الأذواق

تأملتها قليلا ثم تحسستها
شعرت بشعور عجيب لم أشعره من قبل شعرت بأنى ارتبطت بها ارتباط روحانى وثيق
شعرت بانى أول من تحسسها طوال تلك السنين الطويلة التى مرت عليها شعرت بانها كانت تتدخر تلك الطاقة لكى تصلها لأول من يشعر بها وكان هذا من نصيبى.. شعرت بنشوة لم أشعر بها من قبل

رأيت فى أعين صديقتى تساؤل غريب عن صمتى وتلك التحسسات الغريبة, بعد صمت استغرق حوالى دقيقتين نظرت الى واعينها تزداد دهشة مما تراه,
سألتها.. تعلمى ماهى مواصفات الكائن الحى, صحيح؟
نظرت الى بإبتسامتها المعهودة ثم قالت: لا
زادت دهشتى وقلت لها لقد درسناها فى منهج العلوم فى المرحلة الإبتدائية..
أكملت حديثى وقلت لها تلك المواصفات بسرعة وكأنى تلميذة تسمع ما حفظته
الإحساس, التكاثر, الإخراج, التغذية, النمو و الاستجابة
أولها كان الإحساس يا صديقتى وآخرها كانت الاستجابة, وهذا يعنى ان تلك الشجرة تشعر وتحس وتستجيب لتحسساتنا مثل البشر
 تستجيب أيضاً للضوء والبيئة المحاطة بها..
هيا قومى بتجربة ذلك الإحساس, صدقينى إحساس لا يوصف
مدت يديها وتحسست تلك الشجرة العتيقة الضخمة ورأيت فى أعينها نظرة عميقة, فقد وصلت لتلك النشوة التى وصلت لها من خلال ملامستى لنفس هذا الكائن..
وكأن الشجرة تشعر بمن يحبها ومن يكرهها.. شعرت بإنها بادلتنى بنفس الشعور تلك الشجرة الضخمة التى اذا تحركت لهرب جميع من فى الجامعة من منظرها الضخم المخيف.. على الرغم من ذلك شعرت بطاقة حنين تسرى فى عروقى من خلال تلك اللمسة وكأنها تريد ان تثبت انها كائن حى.. كائن حى يشعر ويحس ولكنا تحتاج الى من يقدر هذا الإحساس

عند تأملى فى الكائنات الحية التى تنقسم الى ثلاثة أقسام.. النباتات, الحيوانات  والانسان
شعرت بأن الخالق له حكمة كبيرة فى هذا
ف النباتات كائن حى ولكنها لا تتحرك ولا تتكلم..
الحيوانات أكثر تقدما منها لأنها تتحرك وتصدر بعض الأصوات
الإنسان خلق الله له عقل و خمس حواس ليست موجودة مجمتعة فى الكثير من الحيوانات
ولكن على الرغم من وجود ذلك الإحساس مع ذاك العقل فأنه لا يستخدمه الإستخدام الأمثل ويمزق الأشجار ويعامل الحيوانات معاملات تملؤها القسوة ويفقدها الشعور بالرحمة
تلك الكائنات الحية التى لولاها ما كانت أكتملت دائرة الحياة واذا رأينا بداية تلك الدائرة ف انها تكمن فى إحساس واحد فقط, هــو

إحســاس شجــرة :)

فحاول تجربة ذلك الإحساس وحاول ان ترتبط بالطبيعة هذا الارتباط, سوف تفرق الكثير فى نظرتك للحياة
  :)
فإذا شعرت بإحساس الشجرة ف انك قد وصلت لقمة الإحساس
اما اذا لم تشعر بها, فأعد نظرتك للحياة  وحاول جاهدا للوصول لتلك النشوة
إنها حقا تستحق
 :)


إســراء جــاد
1/1/2011

يمامه ع سور بيتنا..

اتذكر عندما رأيت تلك اليمامه تبنى عشها ..
من الريش والقش..تذكر زوجها بموعد وضع البيت..
أتذكر صوتها العذب الذى كان يملأ علىّ حجرتى ومنزلى بالحب والسعاده..
يطير الزوج فى الصباح, يأتى لها بالريش والقش لكى ترتبه فى مكانه..
معاً بنوا اجمل عش يمكنك أن تراه..
فى كل ريشة يأتى بها ترى مدى حبه لها..
جاء اليوم واكتمل العش..
بعدها بعدة أيام رأيت بيض قد وضعته تلك اليمامه..
بدأت اراقبها يومياً..
يوم بعد يوم اراها هى وزوجها يتبادلون الادوار فى تدفئة البيض
ها هى ترعى البيض لكى تحميه وتدفيه لكى يكتمل نمو الصغار..
وجاء اليوم المنتظر ..
رأيت بيض مكسور تحت العش.. 
فهمت بخبرتى فى تربيه الطيور انه معاد خروج الصغيرين
بدأت اراقبهما يوما بعد يوم
يكبروا امامى ..
ولكن فجأه نظرت الى العش فى يوم من الأيام رأيت فرخ واحد..
اين ذهب الاخر..
لا أعلم..
جن عقلى
بحثت فى كل مكان عنه ولكنى لم أجده..
فكرت فى ان احد الجرذان اخذه, ولكن لم تكن هناك أثار لأى دماء..
غابت عن عقلى فكرة البحث عنه..
انتظرت الفرخ الصغير يكبر امامى..
الأم والأب بدأوا فى البحث عن الغذاء معا لكى يتمكنوا من تربيته, مع الوقت احتاج الى مقدار حبوب اكثر ..
وفى يوم من الايام انظر اليه رأيته بدأ يتحرك ويحوم حول السور..
وفى غضون ايام بسيطه ..
طار الفرخ ولم يعد ابداً!
وعادت اليمامه الام وهى ترقد ع بيض اخر!
فكرت كثيرا فى امر هذا الفرخ ف علمت ان هذا حال معظم الفراخ..
الام والاب يسهران ويتعبان لتربيته وحمايته..
وعند قدرته على الطيران يذهب ولا يعود اليهم مرة ثانية..
اتذكر قبل هذه اليمامه الام ان تأتى بعشها وبيضها ان عمتى رحمها الله كانت تتحدث معى كثيرا عن يمام كثير قد عشش فى نفس المكان على نفس السور..
وكل يمامة تأتى تكبر العش وتنظفه لكى تبنى عش جديد لها ولبيضها..
ورحلت كل هذه الاعداد الهائله الى رقدت عالسور ..
كما رحلت عمتى..
هذا هو حال الدنيا..
سور ..يأتى عليه الاباء لكى يربوا اولادهم..
يرحل الابناء عن الاباء..
ويرحل الاباء عن الدنيا..


اســــراء جــــاد
6/9/2008
 

حياه أم غابه؟...لا أحد يعلم

طريق طويل نمشى فيه..
لا نعلم أخره..
هل اخره حزن أم فرح؟
طريق طويل..
مظلم..
يشبه الغابة ..
عند شروق الربيع يكون مبهج ومفرح.. كله تفاؤل
مثله مثل ايام الطفولة..
ضوء نستمد منه الطاقه للعب وسط الأشجار, بين الأزهار..
يأتى الصيف ويشتد هذا الضوء ويصل الى قمته من الأحلام والطموح...
ولكننا لا نعلم ان الخريف سيأتى..
يأتى الخريف وتبدأ السماء بالغيوم..
ونستمر فى السير فى هذه الغابه..
بعضنا لا يملك المقدرة على الاستمرار..
ويتركنا ف وسطه..
نسير ونسير..
نفتقده ولكننا نعلم اننا سنراه قريب..
ولكن متى؟
لا نعلم...
نتألم ونتوجع بدونه..
ولا أحد يعلم ما بنا..
حقاً ,لا احد يعلم ما بداخلنا..
الغابه طريقها مظلم..
ملىء بالوحوش..
كل منهم يسير معنا..
لا يهمه سوى ان ينتهز فرصه وحده شخص مننا..
لكى يكون فريسته..
ونسير..
نفتقد هؤلاء الاشخاص الذين سبقونا الى النور..
حيث لا نهاية..
كل مننا وعمله..
منا سيظل ف الجنه..وسيرى بالتأكيد الاشخاص الذين فقدهم..!
ومنا سيظل فالنار, هؤلاء هم الوحوش
ونسير...
ويأتى الشتاء..
مظلم..
بارد..
نشعر ب البرد..
 انه العمر تقدم بنا
نعيش فى هذه الغابة مع هؤلاء الوحوش..
ولكننا قادرين الآن على تكيف العيش فيها ومعهم..
أرى ضوء يأتى من بعيد..
أشعر أنه الدفء الذى طالما عشت أحلم به..
أشم فيه رائحه أنفاس الذين أفتقدهم..
حقا,أشتاق الى التحدث والعيش معهم مرة أخرى..
ولكن متى سيقترب هذا الضوء..
حاولت مراراً وتكراراً الجرى حتى ألحق به..
ولكنه يبتعد عنى كلما أقتربت منه..
لماذا؟!
لا أعلم..
ها..
أنه أقترب منى بكثير
أشعر بخوف..
نعم..خوفى من نهايتى
هل ستكون مع الذين افتقدهم ف الجنه, ام مع هؤلاء الوحوش ف النار؟
لا أحد يعلم..
أنه يقترب..
الخوف فى أعماقى يزيد..
يقترب والخوف يزيد..
يزيد..
نعم,أنى أرى هؤلاء الناس الذين أفتقدهم. .
ولكن بينى وبينهم حاجز..
اشعر بهم..
واشعر انهم يشعرون بى أيضاً..
ولكن لماذا لا يأتون ألى ويأخذوننى من هذه الغابة لكى أرتاح فى أحضانهم؟؟؟؟!!!

أراهم يتحدثون وهم يضحكون..
فارحون ,ولكنى اشعر بهم من داخلهم..
حازنون باكون عليا..
وما حدث لى من تقدم العمر..
لكل منا نهاية..وكل شخص منّا بعمله..
ف اى عمل عملى؟
و اى نهاية نهايتى؟
لا أحد يعلم
 حتى انا لا أعلم..
 
  كل منا يتمنى ان تكون نهايته مع هؤلاء الأشخاص...
تمنى..
فهل يصبح حقيقه؟

ونظل سائرون فى هذا الشتاء المظلم البارد لكى يأتى ملك الموت ويأخذنا الى حيث لا نعلم...
 
 إســــــراء جـــــاد
19/5/2008