فى يوم من أيام الدراسة المعتاد وبعد إنتهاء آخر محاضرات النصف الدراسى الاول, توجهت انا وصديقتى الى مطعم الجامعة, كنا فى انتظار تجهيز طلبنا
كنت مرهقة للغاية حينها, لاحظت تلك الشجرة الموجودة بجانب المطعم ورأيت ما بها من دبابيس تشبه تلك التى نستخدمها لتدبيس أورقانا ولكنها أكبر بكثير.. تستخدم لغرزها آلة تشبه الدباسة ولكن بدورها أكبر..
تلك الدبابيس ماهى الا لآثار إعلانات بعض الأسر عن رحلاتها المختلفة فى انحاء الجمهورية محاولة منها لإرضاء جميع الأذواق
تأملتها قليلا ثم تحسستها
شعرت بشعور عجيب لم أشعره من قبل شعرت بأنى ارتبطت بها ارتباط روحانى وثيق
شعرت بانى أول من تحسسها طوال تلك السنين الطويلة التى مرت عليها شعرت بانها كانت تتدخر تلك الطاقة لكى تصلها لأول من يشعر بها وكان هذا من نصيبى.. شعرت بنشوة لم أشعر بها من قبل
رأيت فى أعين صديقتى تساؤل غريب عن صمتى وتلك التحسسات الغريبة, بعد صمت استغرق حوالى دقيقتين نظرت الى واعينها تزداد دهشة مما تراه,
سألتها.. تعلمى ماهى مواصفات الكائن الحى, صحيح؟
نظرت الى بإبتسامتها المعهودة ثم قالت: لا
زادت دهشتى وقلت لها لقد درسناها فى منهج العلوم فى المرحلة الإبتدائية..
أكملت حديثى وقلت لها تلك المواصفات بسرعة وكأنى تلميذة تسمع ما حفظته
الإحساس, التكاثر, الإخراج, التغذية, النمو و الاستجابة
أولها كان الإحساس يا صديقتى وآخرها كانت الاستجابة, وهذا يعنى ان تلك الشجرة تشعر وتحس وتستجيب لتحسساتنا مثل البشر
تستجيب أيضاً للضوء والبيئة المحاطة بها..
هيا قومى بتجربة ذلك الإحساس, صدقينى إحساس لا يوصف
مدت يديها وتحسست تلك الشجرة العتيقة الضخمة ورأيت فى أعينها نظرة عميقة, فقد وصلت لتلك النشوة التى وصلت لها من خلال ملامستى لنفس هذا الكائن..
وكأن الشجرة تشعر بمن يحبها ومن يكرهها.. شعرت بإنها بادلتنى بنفس الشعور تلك الشجرة الضخمة التى اذا تحركت لهرب جميع من فى الجامعة من منظرها الضخم المخيف.. على الرغم من ذلك شعرت بطاقة حنين تسرى فى عروقى من خلال تلك اللمسة وكأنها تريد ان تثبت انها كائن حى.. كائن حى يشعر ويحس ولكنا تحتاج الى من يقدر هذا الإحساس
عند تأملى فى الكائنات الحية التى تنقسم الى ثلاثة أقسام.. النباتات, الحيوانات والانسان
شعرت بأن الخالق له حكمة كبيرة فى هذا
ف النباتات كائن حى ولكنها لا تتحرك ولا تتكلم..
الحيوانات أكثر تقدما منها لأنها تتحرك وتصدر بعض الأصوات
الإنسان خلق الله له عقل و خمس حواس ليست موجودة مجمتعة فى الكثير من الحيوانات
ولكن على الرغم من وجود ذلك الإحساس مع ذاك العقل فأنه لا يستخدمه الإستخدام الأمثل ويمزق الأشجار ويعامل الحيوانات معاملات تملؤها القسوة ويفقدها الشعور بالرحمة
تلك الكائنات الحية التى لولاها ما كانت أكتملت دائرة الحياة واذا رأينا بداية تلك الدائرة ف انها تكمن فى إحساس واحد فقط, هــو
إحســاس شجــرة :)
فحاول تجربة ذلك الإحساس وحاول ان ترتبط بالطبيعة هذا الارتباط, سوف تفرق الكثير فى نظرتك للحياة
:)
فإذا شعرت بإحساس الشجرة ف انك قد وصلت لقمة الإحساس
اما اذا لم تشعر بها, فأعد نظرتك للحياة وحاول جاهدا للوصول لتلك النشوة
إنها حقا تستحق
:)
إســراء جــاد
1/1/2011
No comments:
Post a Comment