Tuesday, April 17, 2012

يمامه ع سور بيتنا..

اتذكر عندما رأيت تلك اليمامه تبنى عشها ..
من الريش والقش..تذكر زوجها بموعد وضع البيت..
أتذكر صوتها العذب الذى كان يملأ علىّ حجرتى ومنزلى بالحب والسعاده..
يطير الزوج فى الصباح, يأتى لها بالريش والقش لكى ترتبه فى مكانه..
معاً بنوا اجمل عش يمكنك أن تراه..
فى كل ريشة يأتى بها ترى مدى حبه لها..
جاء اليوم واكتمل العش..
بعدها بعدة أيام رأيت بيض قد وضعته تلك اليمامه..
بدأت اراقبها يومياً..
يوم بعد يوم اراها هى وزوجها يتبادلون الادوار فى تدفئة البيض
ها هى ترعى البيض لكى تحميه وتدفيه لكى يكتمل نمو الصغار..
وجاء اليوم المنتظر ..
رأيت بيض مكسور تحت العش.. 
فهمت بخبرتى فى تربيه الطيور انه معاد خروج الصغيرين
بدأت اراقبهما يوما بعد يوم
يكبروا امامى ..
ولكن فجأه نظرت الى العش فى يوم من الأيام رأيت فرخ واحد..
اين ذهب الاخر..
لا أعلم..
جن عقلى
بحثت فى كل مكان عنه ولكنى لم أجده..
فكرت فى ان احد الجرذان اخذه, ولكن لم تكن هناك أثار لأى دماء..
غابت عن عقلى فكرة البحث عنه..
انتظرت الفرخ الصغير يكبر امامى..
الأم والأب بدأوا فى البحث عن الغذاء معا لكى يتمكنوا من تربيته, مع الوقت احتاج الى مقدار حبوب اكثر ..
وفى يوم من الايام انظر اليه رأيته بدأ يتحرك ويحوم حول السور..
وفى غضون ايام بسيطه ..
طار الفرخ ولم يعد ابداً!
وعادت اليمامه الام وهى ترقد ع بيض اخر!
فكرت كثيرا فى امر هذا الفرخ ف علمت ان هذا حال معظم الفراخ..
الام والاب يسهران ويتعبان لتربيته وحمايته..
وعند قدرته على الطيران يذهب ولا يعود اليهم مرة ثانية..
اتذكر قبل هذه اليمامه الام ان تأتى بعشها وبيضها ان عمتى رحمها الله كانت تتحدث معى كثيرا عن يمام كثير قد عشش فى نفس المكان على نفس السور..
وكل يمامة تأتى تكبر العش وتنظفه لكى تبنى عش جديد لها ولبيضها..
ورحلت كل هذه الاعداد الهائله الى رقدت عالسور ..
كما رحلت عمتى..
هذا هو حال الدنيا..
سور ..يأتى عليه الاباء لكى يربوا اولادهم..
يرحل الابناء عن الاباء..
ويرحل الاباء عن الدنيا..


اســــراء جــــاد
6/9/2008
 

No comments:

Post a Comment

Tuesday, April 17, 2012

يمامه ع سور بيتنا..

اتذكر عندما رأيت تلك اليمامه تبنى عشها ..
من الريش والقش..تذكر زوجها بموعد وضع البيت..
أتذكر صوتها العذب الذى كان يملأ علىّ حجرتى ومنزلى بالحب والسعاده..
يطير الزوج فى الصباح, يأتى لها بالريش والقش لكى ترتبه فى مكانه..
معاً بنوا اجمل عش يمكنك أن تراه..
فى كل ريشة يأتى بها ترى مدى حبه لها..
جاء اليوم واكتمل العش..
بعدها بعدة أيام رأيت بيض قد وضعته تلك اليمامه..
بدأت اراقبها يومياً..
يوم بعد يوم اراها هى وزوجها يتبادلون الادوار فى تدفئة البيض
ها هى ترعى البيض لكى تحميه وتدفيه لكى يكتمل نمو الصغار..
وجاء اليوم المنتظر ..
رأيت بيض مكسور تحت العش.. 
فهمت بخبرتى فى تربيه الطيور انه معاد خروج الصغيرين
بدأت اراقبهما يوما بعد يوم
يكبروا امامى ..
ولكن فجأه نظرت الى العش فى يوم من الأيام رأيت فرخ واحد..
اين ذهب الاخر..
لا أعلم..
جن عقلى
بحثت فى كل مكان عنه ولكنى لم أجده..
فكرت فى ان احد الجرذان اخذه, ولكن لم تكن هناك أثار لأى دماء..
غابت عن عقلى فكرة البحث عنه..
انتظرت الفرخ الصغير يكبر امامى..
الأم والأب بدأوا فى البحث عن الغذاء معا لكى يتمكنوا من تربيته, مع الوقت احتاج الى مقدار حبوب اكثر ..
وفى يوم من الايام انظر اليه رأيته بدأ يتحرك ويحوم حول السور..
وفى غضون ايام بسيطه ..
طار الفرخ ولم يعد ابداً!
وعادت اليمامه الام وهى ترقد ع بيض اخر!
فكرت كثيرا فى امر هذا الفرخ ف علمت ان هذا حال معظم الفراخ..
الام والاب يسهران ويتعبان لتربيته وحمايته..
وعند قدرته على الطيران يذهب ولا يعود اليهم مرة ثانية..
اتذكر قبل هذه اليمامه الام ان تأتى بعشها وبيضها ان عمتى رحمها الله كانت تتحدث معى كثيرا عن يمام كثير قد عشش فى نفس المكان على نفس السور..
وكل يمامة تأتى تكبر العش وتنظفه لكى تبنى عش جديد لها ولبيضها..
ورحلت كل هذه الاعداد الهائله الى رقدت عالسور ..
كما رحلت عمتى..
هذا هو حال الدنيا..
سور ..يأتى عليه الاباء لكى يربوا اولادهم..
يرحل الابناء عن الاباء..
ويرحل الاباء عن الدنيا..


اســــراء جــــاد
6/9/2008
 

No comments:

Post a Comment